محميات طبيعية منها «معيلة والعويصي والغرابة» وشهرة واسعة في صيد «الصقور»
تقع منطقة الحدود الشمالية في شمال شرق المملكة العربية السعودية بمحاذاة الحدود العراقية والأردنية، وعاصمتها هي مدينة عرعر ومساحتها 127 ألف كم2، وتتكون من 4 محافظات تتوسطها عرعر مقر الإمارة وعاصمة المنطقة ومحافظات رفحاء والعويقيلة وطريف، وحوالي 19 قرية وهجرة وتتميز بموقعها الجغرافي على الطريق الدولي الذي يمر فيها رابطًا المملكة بالدول المجاورة شمالًا الأردن وسوريا وتركيا وصولًا إلى أوروبا، وإلى دول الخليج العربي كافة حتى عمان جنوبًا.
تجارة دولية
تتضح أهمية هذه المنطقة كممر دولي يسهل حركة النقل والتجارة الدولية، وذلك على ثلاثة محاور مهمة، وهي: طريق جديدة عرعر الذي يصل إلى العراق ثم تركيا ودول شرق آسيا -الاتحاد السوفيتي سابقا-، والثاني: عن طريق الأردن وسوريا ثم تركيا وقارة أوروبا، والمحور الثالث: إلى دول الخليج العربي، وتم إنشاء السكة الحديدية التي بدأت من منطقة استخراج الفوسفات بحزم الجلاميد وتفرعت إلى داخل المملكة لتصل إلى المدن الكبرى مثل: الدمام والرياض وغيرها.
محميات طبيعية
وتميزت المنطقة قديما -وما زالت- بكونها منطقة رعوية يكثر فيها رعي الأغنام والإبل نظرًا لتوافر المراعي الطبيعية فيها وقد اشتهرت المنطقة بعدد من المحميات الطبيعية مثل محمية معيلة والعويصي والغرابة، وكذلك اشتهرت المنطقة بممارسة رياضة صيد الطيور «الصقور» التي اتخذت شهرة واسعة، ففي فصل الربيع تتحول الأرض في الحدود الشمالية إلى بساط أخضر وتنتشر فيها النباتات العطرية والكمأة، وتكون الأجواء مناسبة للتخييم، والصيد والقنص وبالذات لمحبي الصقور.
وتغيرت حديثًا المعالم الاقتصادية للمنطقة وذلك بعد ظهور مناجم الفوسفات وحقول الغاز الطبيعي في شمالها تحديدًا بداية من حزم الجلاميد وصولًا إلى محافظة طريف؛ مما جذب أنظار المستثمرين من كل أنحاء العالم.
وظهر مع هذا التطور في المنطقة مناخ جديد للاستثمار في شتى المجالات التي تخدم صناعة التعدين والعاملين في هذا المجال وأنشطة الشركات، علاوة على ذلك ازداد عدد السكان نتيجة للتطور الحادث بعد قدوم الشركات إلى المنطقة، وقد سارع الكثير من الشركات الكبيرة إلى افتتاح فروع لها في المنطقة.
شريان مهم
وتتمتع منطقة الحدود الشمالية ببنية تحتية ممتازة؛ فقد أولتها الدولة أهمية خاصة في التطوير والاهتمام، وذلك لأهمية موقعها كونها شريانا مهما يربط الشمال الشرقي للمملكة بجنوبها وبدول مجلس التعاون الخليجي ودول الشام وتركيا ومنها إلى دول أوروبا، وتتوافر فيها البنية التحتية والمواصلات، والمرافق العامة، حيث تتمتع المنطقة فيما يخص الطرق البرية بشبكة طرق ممتازة تربط محافظاتها ببعضها وتربط المنطقة بباقي مناطق المملكة فمن مدينة حفر الباطن إلى مدينة القريات شمالًا ومن منفذ جديدة عرعر شمالًا إلى منطقة الجوف جنوبًا وكذلك إلى وسط المملكة منطقة حائل ومنها إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة وغيرها من مدن المملكة، وتولي حكومة خادم الحرمين الشريفين لهذه الطرق الدولية اهتماما متميزًا - كباقي مناطق المملكة - وتتوافر بها الخدمات المختلفة وكذلك الصيانة الدورية اللازمة للطرق والصيانة السريعة.
منظومة نقل
وتم إنشاء سكة الحديد التي تبدأ من حزم الجلاميد - تبعد عن عرعر 100 كم غربًا وعن طريف 140 كم - وتنتهي إلى الدمام والرياض وغيرها من المدن المربوطة بشبكة السكك الحديدية، والتي بدأت بنقل خام الفوسفات ومن ثم بدأت بنقل الركاب وجار استكمال المحطات اللازمة للمشروع، كما نال النقل الجوي جانبا من الاهتمام، يتمثل في مطار مدينة عرعر ومطار مدينة طريف ومطار مدينة رفحاء وتستقبل الرحلات الداخلية من مختلف مدن المملكة، كما أنه يتم حاليًا تطوير مطار مدينة عرعر ليصبح مطارًا محليًا يستقبل ويرسل الرحلات الجوية الدولية من الدول المجاورة وإليها، وهو في المراحل الأخيرة وسيتم افتتاحه في وقت قريب بمشيئة الله.
وتتمتع منطقة الحدود الشمالية بجميع مدنها بشبكات المرافق العامة من الكهرباء والمياه والصرف الصحي والهاتف كباقي مناطق المملكة الكبيرة، والشركات العاملة في هذه المجالات تلبي احتياجات المنطقة المتزايدة من هذه الخدمات بشكل تفاعلي سريع.
وتم عمل شبكة كبيرة لتصريف مياه السيول والأمطار وأقيمت مشاريع للاستفادة منها.
رعاية صحية
وتتوافر في كل مدينة من مدن المنطقة مستشفيات عامة ومراكز تخصصية ومراكز رعاية صحية أولية تم تجهيزها على أحدث المستويات العلمية وتتوافر فيها الكوادر الطبية المؤهلة والأجهزة الطبية الحديثة.
وأنشأت بلدية الحدود الشمالية الكثير من المتنزهات والمساحات الخضراء في جميع محافظات المنطقة وخصصت منها المناطق العائلية والأفراد واشتملت هذه المتنزهات على ألعاب أطفال ومناطق للشواء وكذلك مناطق ممارسة رياضة المشي أو الركض وجلسات للعوائل، وقد حصلت مدن من المنطقة على جوائز متقدمة في تجميل ونظافة المدن.
مدينة رياضية
وتضم المنطقة العديد من مدن الألعاب الترفيهية الحديثة والمراكز الرياضية الكبيرة التي يستثمر فيها رجال الأعمال وتلقى رواجًا كبيرًا بين سكان المنطقة، حيث تم إنشاء مدينة رياضية حديثة تضم ملاعب ومسابح وصالات لممارسة كافة الأنشطة الرياضية المختلفة.
وتحظى منطقة الحدود الشمالية باهتمام بالغ -كباقي مناطق المملكة- من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله- في مجال التعليم، فعلاوة على المدارس والمعاهد العلمية التي أنشئت في المنطقة منذ نشأتها لخدمة المواطنين، أنشئت أيضًا جامعة الحدود الشمالية والتي تضم الكثير من الكليات مثل الطب والهندسة والعلوم والتربية والآداب والصيدلة للبنين والبنات وتوزعت بين مدنها لخدمة أبناء المنطقة والمناطق المجاورة وتخفيف المعاناة من السفر إلى مناطق أخرى وما له من مخاطر.
ويوجد بالمنطقة أفرع لمعظم الوزارات والهيئات لخدمة المواطنين مثل وزارة الزراعة والتجارة والاستثمار وهيئة السياحة والمياه والمالية.
أنشطة تجارية
وأنشئت الغرفة التجارية الصناعية بعرعر عام 1403هـ بمبادرة من رجال الأعمال بالمنطقة، لخدمتهم في إنهاء أنشطتهم التجارية وتوثيق تعاقداتهم مع الدول المجاورة، وافتتحت فروعًا لها بمدينة طريف وفرعا بمدينة رفحاء ومكتبا للتصاديق والاشتراكات بمدينة العويقيلة، تسهيلًا على مراجعيها من عناء السفر.
