وأوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء خالد الفريدة أن مسجد جواثا يعتبر أحد المساجد التاريخية المشهورة في محافظة الأحساء وهو ثاني مسجد صليت فيه صلاة الجمعة في الإسلام بعد مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويقع على بعد نحو 20 كيلو مترا باتجاه الشمال الشرقي لمدينة الهفوف، وبني أول مرة في عهد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث قام ببنائه (بنو عبد قيس)، الذين كانوا يسكنون الأحساء آنذاك، ولا تزال قواعد هذا المسجد قائمة إلى وقتنا الحالي.
» كتب تاريخية
وقال الفريدة: إن تاريخ المسجد يعود إلى بداية العصر الإسلامي، حيث كانت تقطن المنطقة قبيلة بني عبد القيس، الذين كان لهم السبق في اعتناق الإسلام والعمل بتعاليمه والجهاد تحت رايته، إذ يذكر أن حاكم عبد القيس المنذر بن عائد الملقب بالأشج فور علمه بظهور محمد -صلى الله عليه وسلم- أوفد رسولا إلى مكة لاستجلاء الأمر، وحين وصل بالعلم اليقين أسلم وجميع أفراد قبيلته، وأقام مسجد جواثا، وذكرت جواثا في معظم الكتب التاريخية، ومن بينهم الهمداني في وصفه جزيرة العرب وعدها مدينة بالبحرين، وكذلك ذكرها البكري، واشتهرت في كتب التاريخ والجغرافيا والأدب بمدينة الرخاء.
» مركز تجاري
وأضاف: عرف عن جواثا أنها مركز تجاري تقصده القوافل التجارية وتعود منه محملة ببضائع التمور والمنتجات الزراعية والعطور وربما كانت سوقاً تجارية ترد إليها تجارة جنوب الجزيرة العربية لموقعها المميز، حيث تقع على طريق القوافل المتنقلة من الساحل إلى وسط الجزيرة العربية، واستمر عمرانها خلال الفترات الإسلامية المبكرة.
» ترميم المسجد
وأبان الفريدة أن مؤسسة التراث الخيرية تبنت ترميم المسجد ضمن «البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة»، الذي بدأته المؤسسة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ثم انضمت لها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لافتاً إلى أن الهيئة الملكية للجبيل وينبع تكفلت بتكاليف ترميم المسجد، مع عدد آخر من المساجد التاريخية في المنطقة الشرقية، وانتهت مؤسسة التراث من ترميم هذا المسجد مطلع شهر ذي القعدة من عام 1430هـ، وفق الأسس العلمية لترميم المباني الأثرية، وبإشراف فني من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأعدت المؤسسة دراسة معمارية تاريخية للمسجد، لتحديد نوعية الأسقف المستخدمة في البناء الأصلي، وشكل الأبواب والنوافذ، وبعد ذلك قامت بإعادة بناء الأجزاء المُنهارة من المسجد، وترميم بقية الأجزاء بما يحفظ للمسجد أصالته، ويبقيه على هيئته الأولى قدر المستطاع، ليظل محتفظاً بطابعه المعماري.