DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الخط العربي».. فن نقي لا يحتمل إلا الجمال

سفير فوق العادة وخير من يمثل لغة الضاد في يومها العالمي

«الخط العربي».. فن نقي لا يحتمل إلا الجمال
صنعه الإسلام
وقال الخطاط بندر العمري من المدينة المنورة: يُعتبر الخط العربي فنًّا واسعًا لا حدود له، فيه تنطوي كل الفنون الإنسانية، فهو فن صنعه الإسلام وارتبط بدستوره «القرآن الكريم»، مما أعطاه إجلالاً لدى الفنان المسلم الذي اهتم بالخط منذ ولادة الكتابة العربية، وارتقى بهذا الفن العريق حتى خرج من التدوين إلى فن العمارة الإسلامية، وأصبح عنصرًا أساسيًّا في فنونها منذ سطوع نور الإسلام.
وأضاف: تميَّز الخط العربي بكثرة أنواعه، وكان مصدر فخر للخطاطين وللعرب كافة كما يقول الخليفة العباسي المأمون: «لو فاخرتنا الملوك الأعاجم بأمثالها، لفاخرناهم بما لنا من أنواع الخط؛ يُقرأ في كل مكان، ويُترجَم بكل لسان، ويوجد في كل زمان».
وتابع: لا تنحصر أهمية الخط العربي في كثرة الأنواع؛ بل تكمن أهميته في أبعد من ذلك بكثير، حيث تُعتبر الجزيرة العربية المنبع الأول لظهوره، واهتمت دولتنا الرشيدة بهذا الفن منذ تأسيسها علي يد جلالة الملك عبد العزيز -رحمه الله-، ففي عهده ازدهر الخط العربي، وتنافس كبار الخطاطين على كتابة أوراق الدولة الرسمية، وتشهد عناوين الصحف الرسمية في تلك الحقبة الزمنية على ازدهاره
مظاهر العربية
وأكد العمري أن الخط العربي هو أحد مظاهر اللغة العربية وأحد سفرائها بين اللغات، وكلنا نشهد سنويًّا في ١٨ سبتمبر الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وخير ما يمثلها في يومها العالمي ويزهو بها بين لغات العالم هو فن الخط العربي؛ إذ يُلبسها ثوبًا قشيبًا، ولأنه يُقرَأ بكل لسان، فالأعجمي يقرأ جماليات الخط في اللوحات الخطية والأعمال المُجسَّدة في العمارة الإسلامية، ويستمتع بجمالها، ويقول الفنان الشهير بيكاسو: إن أقصى ما وصلتُ إليه في فن الرسم وجدتُ الخط العربي قد سبقني إليه منذ أمدٍ بعيد، فقد كان الخط العربي - وما زال - يخدم اللغة العربية ويُظهرها في أجمل حُلَّة، مما يُحمِّل الخطاطين كافة - ونحن أبناء الوطن خاصة - مسؤولية كبيرة في المحافظة على هذا الموروث العريق؛ كونه وُلد في الجزيرة العربية، وآثاره منتشرة في أرجاء وطننا الغالي.
سمات متفردة
وذكر فنان الخط م. مازن أنديجاني، أن ما يُميز الخط العربي هو تفرُّده بسمات قلَّما نجدها في بقية الفنون، ومنها -على سبيل المثال لا الحصر- ارتباطه الوثيق بالهوية الدينية والعربية، وتعدد مدارسه، وصرامة قواعده، بالإضافة إلى الروحانية الظاهرة في التراكيب الخطية والعبارات المكتوبة، والتي تجعل المتلقي في حالة من الانبهار حول كيفية توظيف الحرف العربي في لوحة فنية تُزيَّن بها المساجد والمنازل وغيرها.
وأضاف: يكمُن السر في تحوُّل الخط العربي من خط للكتابة فقط إلى وسيلة جمالية في الهندسة الروحانية التي وهبها الله لهذا الحرف، فطريقة إخراجه ورسمه وإسقاطه على السطر، وكذلك التناسب والتناسق بين أجزائه، ووجود مراكز ثِقل ومناطق انحناء ودوران، بالإضافة إلى طُرق الاتصال بين الحروف، على حسب نوع الخط ومقاس القلم، كلها عوامل ساعدت بقوة على تحوُّل الخط العربي من مجرد كتابة إلى فن له مكانة عالية بين باقي الفنون.
تشجيع المواهب
وحول جعل الخط العربي وسيلة لإيصال ثقافتنا العربية إلى العالم، قال: يحدث ذلك بالاهتمام به، والاهتمام الذي أقصده هنا هو تدريسه، سواء في المدارس أو تقديمه في دورات متخصصة، وكذلك تشجيع أصحاب الموهبة الخطيَّة والاهتمام بهم وتبنِّي موهبتهم، فهم حَمَلة راية هذا الفن الذي يُمثل هويتنا أمام العالم، ولا ننكر أن ‏التقنية أثّرت بشكل سلبي على الخط العربي، خصوصًا أن استخدامها في الكتابة أسرع وأسهل من الكتابة اليدوية، ويمكن من خلالها اختصار المجهود والوقت، لكن المنتَج لن يكون بجمال وسحر ما يُكتَب باليد، أما وسائل التواصل الاجتماعي فتأثيرها الإيجابي ملحوظ ومحسوس، فهي الوسيلة الأولى لتعريف الخطاطين ببعضهم وتعريف المجتمع بهم، كما أنها تعتبر وسيلة مهمة للحصول ‏على المعلومة واختصار وقت التعلُّم.
ممثل لهويتنا
وقال الخطاط حيدر العلوي: اللغة العربية ذات تفرعات وفنون كثيرة، من كتابة وشعر وخط، واللغة هي ما نتكلم به ونخاطب بعضنا للوصول لما نريد من خلال النطق، والكتابة هي المرتبة الثانية في اللغة للتعبير عمَّا في النفس، والخط العربي يتميز بهذه الصفة، وبصفات أخرى تُميزه عن غيره من الخطوط، ويمثّل هويتنا كعرب ومسلمين، ويتميز بكثرة أنواعه وتركيز المسلمين على الإبداع فيه، وجعله فنًّا متطورًا يناسب مختلف الأماكن والأزمان، وخير مثال على ذلك وجوده في العمارة بخامات وأحجام مختلفة، واستخدامه في الأواني ومنتجات النحاس، وحفره على الخشب، فضلًا عن المخطوطات الورقية.
وأشار إلى أننا نستطيع جعل الخط العربي وسيلة لإيصال ثقافتنا بطرق كثيرة؛ منها تضمين الأعمال الفنية بالخطوط العربية، وإدخال الخط العربي في تصاميم واجهات المباني والمُجسَّمات؛ كونه ذا قابلية للتنفيذ في التصاميم ذات البعدين والثلاثة أبعاد، بشرط أن يكون التنفيذ من خلال الاهتمام بالقواعد الأصيلة، وعدم تشويه الحرف، ويكون ذلك من خلال عمل المتخصصين أو استشارتهم على الأقل.
وحول أهمية الخط العربي في التعليم، قال: هي ضرورة مُلِحَّة جدًّا، لأن الطلاب بشكل عام ابتعدوا عن الكتابة اليدوية بشكل كبير، خاصة مع انتشار التعليم الإلكتروني وكثرة استخدام الأجهزة الذكية، وهذا يُضعف الخط، فاستخدام القلم مُهم جدًّا حتى مع تطور التقنيات.
نشر الثقافة
وأكد الخطاط سراج علاف أن هناك العديد من الأفكار التي يُمكن من خلالها نشر ثقافة الخط العربي في العالم، مثل إقامة المعارض والمسابقات والفعاليات التعريفية، وكذلك عمل مشروعات جمالية حول العالم باستخدام الخط العربي، مشيرًا إلى أن تعلُّم الخط العربي له أبعاد تربوية عديدة، بالإضافة للبعد الجمالي الفني، فهو يُنمِّي صفات التركيز والصبر والترتيب والدقة، بالإضافة لحُسن الخط، لذلك فإن إدراج تعليم الخط العربي في المناهج الدراسية بشكل مدروس سيكون له العديد من الآثار الفنية والتربوية العميقة.
وأوضح أن الخط العربي سفيرٌ فوق العادة للقيم الإسلامية والعربية؛ كونه فنًا نقيًّا لا يحتمل إلا الجمال، فلن تجد نصًّا مشهورًا بالخط العربي إلا ويحمل قيمة جمالية عالية جدًّا.
‏وأضاف: من منطلق حبنا وشغفنا بالخط العربي واللغة العربية أسسنا مؤسسة «حروفيات»، وهي أول مؤسسة رسمية سعودية تهتم بالخط العربي والفنون الإسلامية، وتقدم الخدمات والمنتجات لمحبي وممارسي الخط العربي حول العالم، بالإضافة إلى العديد من الخدمات التعليمية والتثقيفية التي تشمل الدورات والمحاضرات والمعارض والدروس الحضورية وعن بُعد، بالإضافة إلى مكتبة مُتكاملة من الكتب والمقالات واللوحات الخطية عالية الدقة.
يُخاطب العين
أما الخطاط حسين آل رضوان فقال: الخط العربي -مثل بقية الفنون البصرية- يُخاطب العين، ويتميَّز بتنوُّعه وتغيُّر مظاهره الفنية، وذلك بسبب كثرة الخطوط القديمة والحديثة، فنحن في الفن الإسلامي نستند إلى أكثر من ١٥٠ نوعَ خط عربي مشهور، سواء كان مندثرًا أو معاصرًا، عبر إرثٍ حضاري عمره أكثر من ١٣٠٠ عام متواصلة من الإبداعات التي تَفنَّن فيها المسلمون منذ العصر العباسي الذي ازدهرت فيه أنواع الخط العربي.
وأضاف: بدأ الخط العربي يرجع لموقعه الحقيقي السابق ومكانته التي يستحقها، فمن المعلوم أنه كان -يومًا ما- ملازمًا لجميع شؤون الحياة اليومية، ونحن في المملكة -وخصوصًا في الفترة الأخيرة- نشهد إعادة الخط العربي وفنونه لموقعهما السليم، فالمملكة رائدة في تبنِّي هذه المبادرات، وخير مثال على ذلك مبادرة «عام الخط العربي» التي أطلقتها وزارة الثقافة، حيث تُعد إضافة جوهرية في هذا المجال.
وتابع حديثه قائلًا: الخط العربي رافد مهم من روافد نقل الهوية العربية وخصوصًا الإسلامية، فبمجرد أن يعود لمكانته السليمة سيشكل لغة متفردة، حتى إن كانت غير منطوقة عالميًّا، فإنه سيكون وسيلة بصرية قوية مؤثرة، ولها سُلطة عالية جدًّا تنافس بقية الفنون، كما يتفرَّد بأنه الفن الوحيد الذي يحمل الهوية العربية، فأينما ظهر يدلُّ دلالة كبيرة وواضحة على أنه فن عربي إسلامي لا ينافسه فن آخر.
صنعه الإسلام وارتبط بـ«القرآن الكريم»
وسيلة فنية للتعبير عن ثقافتنا وإيصالها للعالم
الجزيرة العربية منبعه الأول والمملكة راعيته منذ عهد «المؤسس»
«عام الخط العربي» مبادرة جوهرية تعكس الريادة السعودية عبر التاريخ
أكد عدد من الخطاطين أن الخط العربي يمثل أهم وأبرز مظاهر اللغة العربية، ويُعد أحد أهم الفنون التي لاقت اهتمامًا كبيرًا في الأوساط العربية والعالمية، وأشاروا -بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية- إلى أنه لا بد من المحافظة على هذا الفن والإرث العظيم في ظل التطور التقني والتحول الإلكتروني الذي يشهده العالم.