DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«اليونسكو» تضع إنجازات سعودية أثرية على قمة الحضارة الإنسانية

انتخابها لعضوية لجنة التراث الثقافي غير المادي منحها أسبقية عالمية

«اليونسكو» تضع إنجازات سعودية أثرية على قمة الحضارة الإنسانية
تحظى المملكة بتاريخ طويل مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، فقد كانت واحدة من عشرين دولة اجتمعت في لندن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لتأسيس المنظمة بهدف نشر السلام في العالم، إضافة إلى إسهاماتها الكبيرة في ميزانية المنظمة، وفوزها بعضوية المجلس التنفيذي، وتسجيل 6 مواقع لها على قائمة التراث العالمي، و8 عناصر في قائمة التراث الثقافي غير المادي، إضافة إلى العديد من مذكرات التفاهم التي تعزز من التعليم والثقافة وتمكين الشباب، كما تشمل أوجه تعاون المملكة مع «اليونسكو» ومختلف برامجها عدة مجالات حيوية.
وانتخبت المملكة لعضوية لجنة التراث الثقافي غير المادي، ونالت بهذا الانتخاب أسبقية عالمية لا تشاركها فيها سوى دول قليلة، وذلك بامتلاكها عضوية ثلاث لجان أساسية في «اليونسكو» في وقت واحد، هي عضوية المجلس التنفيذي، وعضوية لجنة التراث العالمي، وعضوية التراث الثقافي غير المادي.
ومؤخرا أضافت المملكة إلى سجلها ومسيرتها مع «اليونسكو» انتخاب الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي، لتكون المملكة نائبا للرئيس عن المجموعة العربية في لجنة التراث العالمي للمدة ما بين 2021 - 2023م، وذلك خلال انعقاد أعمال الدورة الرابعة والأربعين.
سجل حافل
وفي هذا السياق، ذكر الأستاذ في كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، د. خالد بن فايز الأسمري، أن إنجازات المملكة تتوالى بإضافة إنجاز جديد في سجلها الحافل محليا وإقليميا ودوليا، وذلك بانتخاب الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي التابعة لـ«اليونسكو» المملكة لتكون نائبا للرئيس عن المجموعة العربية في لجنة التراث العالمي، ويعكس هذا الإنجاز المكانة المرموقة للمملكة في مجال التراث والآثار، والدور المستحق والفاعل الذي تقوم به على كافة الأصعدة في ظل الدعم الدائم والتوجيهات السديدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، التي ترتكز على رؤية المملكة 2030، التي أولت اهتماما منقطع النظير لكافة الجوانب، ومن ضمنها التراث والآثار، بهدف زيادة الوعي المجتمعي للتراث والآثار والاعتزاز بالهوية الوطنية والتاريخ العريق، الذي تحتضنه أرض المملكة، والذي يمتد لآلاف السنين.
تاريخ عريق
وأشار إلى أن المملكة تزخر بعدد من المواقع الأثرية ذات التاريخ العريق، وتميزت بعض هذه المواقع بالموقع الجغرافي الفريد والإستراتيجي على طرق القوافل التجارية من جنوب لشمال الجزيرة العربية، هذا التنوع والتميز الجغرافي أسهم في نشوء عدد من الحضارات والمجتمعات الثقافية الضاربة بجذورها في عمق التاريخ الإنساني، التي تحكي لنا النشاط الإنساني والتطور الحضاري والثقافي، الذي شهدته أرض المملكة على مر العصور.
وأولت الدولة ممثلة في وزارة الثقافة عناية واهتماما عظيمين بالعديد من المواقع التراثية والأثرية، وذلك من خلال استحداث العديد من البرامج المستهدفة ذات العلاقة بالتعريف بمواقع التراث والآثار، وما تحتضنه من إرث حضاري وإنساني، بالإضافة إلى تأهيل الكوادر المتخصصة ذات الكفاءة والخبرة في مجال التراث والآثار، ولعل من أهم البرامج وعلى سبيل المثال لا الحصر، ما أطلقته مؤخرا وزارة الثقافة تحت مسمى «برنامج الخبراء لتأهيل المختصين في اتفاقيات وبرامج اليونسكو» و«السجل الأثاري للمواقع الأثرية» و«مركز دراسة الآثار الغارقة» هذه البرامج وغيرها مما سيتم إطلاقه مستقبلا -بإذن الله-، دلالة واضحة على اهتمام وعناية الدولة بالتراث والآثار وتأهيل الكوادر المختصة، التي ستواصل بمشيئة الله مسيرة إبراز مواقع التراث والآثار في مختلف أرجاء المملكة.
إنجازات متوالية
وأضاف: طموحنا يصل عنان السماء تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، لذا فإنجازات المملكة تتوالى تباعا، وأحدث هذه الإنجازات في مجال التراث والآثار تمثل في تسجيل سادس موقع في قائمة التراث العالمي لمنظمة «اليونسكو» وهو «موقع حمى الأثري» بمنطقة نجران، باعتباره موقعا ثقافيا ذا قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني، يضم أكبر مجمعات الفنون الصخرية، إلى جانب المواقع السعودية الخمسة المسجلة سابقا ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي وهي: الحجر، حي الطريف بالدرعية التاريخية، جدة التاريخية، واحة الأحساء، مواقع الفنون الصخرية بمنطقة حائل.
وأكد أن هذه الإنجازات المتوالية في مجال التراث والآثار تؤكد اهتمام القيادة الرشيدة بالتراث والآثار، وهو ما أكدته رؤية المملكة 2030، وتؤكد أيضا الدور المتميز، الذي تقوم به المملكة من خلال دعمها للهيئات المحلية والمنظمات الدولية، التي تعنى بالمحافظة على التراث والآثار ومشاركتها مع الحضارات الأخرى.
اهتمام ودعم
وأوضح رئيس قسم السياحة والآثار بجامعة جازان، د. محمد بن عبدالرحمن الحازمي أنه من الطبيعي أن يتم اختيار المملكة لهذا المنصب، وذلك لما تحظى به الآثار والتراث الوطني من دعم واهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وتأتي أهمية انتخاب المملكة بصورة واضحة لدورها البارز والريادي في دعم الآثار والتراث على المستويات المحلي والإقليمي والدولي، وجهودها المبذولة في حفظ وتوثيق التراث الإنساني.
وأضاف: وتحتضن المملكة العديد من المواقع الأثرية التراثية العريقة والضاربة في أعماق التاريخ، التي تروي بين ثناياها قصصا وأحداثا لحضارات تمتد من العصور الحجرية القديمة إلى وقتنا الحاضر، فالمملكة أرض حضارات يشهد التاريخ على إسهامها في التراث الإنساني.
رافد مهم
وتابع: انطلاقا من هذا الواقع وتحت مظلة رؤية المملكة 2030، التي أكدت الاعتزاز بالهوية الوطنية، وتقدم اهتماما وعناية بالتراث الوطني، الذي يعد رافدا مهما من روافد اقتصاد الوطن، نجحت المملكة في تسجيل 6 مواقع أثرية وتراثية ضمن قائمة التراث العالمي، وتسعى لتسجيل مواقع تراثية وأثرية جديدة من مختلف المناطق، لذلك سيبرز هذا الانتخاب الإنجازات والجهود الكبيرة والمتميزة للمملكة في حفظ وتوثيق الآثار والتراث الوطني وتعريف العالم بها.
دور مستحق وفاعل يؤكد اهتمام القيادة الرشيدة بالتراث والآثار
مواقع تروي قصصا وأحداثا لحضارات تمتد إلى أعماق التاريخ